تعويم الجنيه السوداني
تقرير الحلقة طبق البنك المركزي السوداني سياسة تعويم الجنيه، فترك القرار انعكاسات سلبية على حياة السودانيين من وجهة نظر البعض، وإيجابية في نظر آخرين. وقال محافظ البنك المركزي السابق عبد الرحمن حسن (سجل اللقاء قبل إعفائه من منصبه) إن القرار جزء من حزمة قرارات من أجل تثبيت الاقتصاد وحشد المدخرات في السوق الموازية لتكون داخل الجهاز المصرفي. وأضاف لحلقة (2017/1/21) من برنامج "الاقتصاد والناس" أن "سعر الحافز أو السعر المطروح للنقد الأجنبي الذي طبقناه، يستوعب الفرق بين السعر الرسمي والسعر في السوق الموازية". وسجلت أسعار الأدوية ارتفاعا ما بين 100 و300% بعد تحريرها، وهنا يقول حسن إنه كلما زاد الدعم قلّت استفادة المستهدفين منه، بينما تستفيد فئة قليلة من الفارق بين السعر المدعوم و سعر الصرف الحقيقي. هيكلة الدعم ووفقا له فإن الإجراءات الاقتصادية التي تؤسس لتعويم الجنيه تستهدف إعادة هيكلة الدعم، ولكن دون أن يؤثر ذلك على الفئات الفقيرة التي ما زالت الدولة تتكفل بتأمينهم صحيا. لكن الأمين العام لجمعية حماية المستهلك ياسر ميرغني لا يوافق على ما ذهب إليه عبد الرحمن حسن، ويرى أن الحكومة تعجلت في خطوة تحرير الأسعار، لأن هناك أدوية أصبحت محتكرة وبعضها لشخص واحد كأدوية السكري والغدة والفشل الكلوي وغيرها كثير.
العرب القطرية: وزير سوداني يكشف موعد تحرير سعر صرف العملة المحلية (التعويم)
واعتبر وزير المالية السوداني أن هذا المسار "وهذه الصيغة ستكون مدخلا ممكنا للتفاوض مع دول نادي باريس والمنظمات الدولية حول الديون وحول تلقي المساعدات والمنح من المؤسسات الدولية". وقال وزير المالية إن "المهجر السوداني دعم الثورة دعما استثنائيا ومقدرا ونحن في وزارة المالية بالتعاون مع البنك المركزي وضعنا الآليات لدعم الاقتصاد عن طريق وديعة يضعها أبناء المهجر وترد إليهم لكن تدخلت منظومة العقوبات وحالت دون ذلك". وأكد أن السودان يمكنه فقط "إجراء التحويلات المصرفية عبر السعودية والإمارات لأن وزارة المالية وبنك السودان لديها حسابات بنكية في هذين البلدين". وكشف عن خطوات تجري "لتأسيس شركات في المنطقة الحرة في دبي، وندعم هذا التوجه وهذه شركات مساهمة للمهجرين السودانيين تستثمر في استيراد السلع الاستراتيجية ونحن على استعداد لشراء الواردات الممولة من قبلهم وهم يرغبون بتدوير الأموال في المصادر المحلية لتكون دورة مستمرة وقريبا سيعلن إنشاء شركة في المنطقة الحرة بدبي وندعو المهجرين السودانيين للتفكير في هذا المنحى وسنقوم بدعمهم". وحول سياسات سعر صرف الجنيه السوداني، قال البدوي إن "هناك تعددا في أسعار الصرف وهو من أخطر التشوهات، وعلينا أن نبقي الدولار الجمركي كما هو".
كل التنبوءات تشير الى قرار قادم مع بداية العام الجديد وبدأ العمل بالموازنة الجديدة وهو تعويم الجنيه السوداني. تعويم الجنيه السوداني في أبسط صورة له هو ترك سعره مقابل العملات الاخرى أى ان يتحرك سعره أمام العملات الأخرى، حسب العرض والطلب، فكلما زاد الطلب على العملة الاجنبية ارتفع سعرها والعكس، وفي هذه الحالة نجد أن البنك المركزي لا يستهدف سعراً محدداً للعملة في حالة التعويم المطلق، ويكون سعر العملة هنا أقرب لسعر الذهب والمعادن والنفط الذي يتم تغييره يومياً في الأسواق الدولية، حسب العرض والطلب ، بل قد يتغير من ساعة إلى أخرى. وفي حالة اعلان البنك المركزي السوداني سياسة التعويم المطلق للجنيه السوداني فمعنى ذلك انه لن يتدخل البنك المركزي لاستهداف سعر إداري وعند نقطة محددة للجنيه السوداني مقابل الدولار واليورو والجنيه الإسترليني وغيره من العملات. وفي حال التعويم المطلق للعملة للجنيه السوداني والتي لا تستهدف سعرا محددا للعملة كما قلت، يكون حال سعر العملة مثله مثل أسعار السلع الموجودة في الأسواق، خاصة السريعة التقلب كالخضروات والفاكهة والطماطم والأغذية. هنا لا يتحرك الجنيه السوداني أمام العملات الاجنبية صعوداً وهبوطاً بحسب المؤشرات الاقتصادية للدولة من معدلات نمو وبطالة وتضخم وأسعار مستهلكين ووظائف وصادرات وايرادات النقد الأجنبي، إنما تحركه المضاربات في سوق الصرف ورهان تجار العملة على حصد مزيد من الأرباح حتى ولو جاء ذلك على حساب الأسواق وأسعار السلع والاقتصاد الكلي.
وزاد: "الدعم المباشر المقترح للمواطنين، لن يتجاوز 300 جنيها سودانيا (6 دولارات) لكافة أفراد الشعب". وتشمل السلع المدعومة المحروقات (البنزين، الجازولين وغاز الطبخ)، إضافة الى القمح والأدوية. وحسب إحصائيات حكومية سابقة، تبلغ قيمة الدعم على المحروقات بجميع مشتاقتها 2. 250 مليار دولار سنويا، فيما يصل الدعم للقمح 365 مليون دولار سنويا.
- اتجاه لتعويم الجنيه السوداني... الشارع في انتظار الغلاء
- كولاجين سي شراب
- أسئلة الهيئة الطبيه للتخصصات الصحيه بالمملكة (مختبرات) - منتديات طبيب
- حوطة بني تميم شيله
- باب المدخل الرئيسي
وعبر عن وجهة نظر من زاوية اقتصادية تؤكد على أنه "في حالة وجود اقتصاد يهيمن عليه السوق الموازي فإنه من الصعوبة تحديد سعر صرف معين، وأدعوا إلى تعويم سعر الصرف للقطاع الخاص من أجل استيعاب السوق الموازي". وشرح أن "هناك تجارب سابقة فاشلة كان سببها وجود حزمة غير موفقة من ضبط النفقات الحكومية". وقال وزير المالية السوداني إن ما يدعو إليه يتمثل في "ضبط الإنفاق والعجز في الموازنة والمقدر حالياً بحوالي 3. 5% وهذه حدود آمنة، وإذا تمكنّا من ترشيد الدعم، ومن تحصين الموازنة والاقتصاد الكلي فستكون نتائج تعويم سعر الصرف هي التوازن في سعر العملة". وحث وزير المالية على إجراء "حوار مبني على المعرفة العلمية الدقيقة في عوامل سعر الصرف، لأن نوعية الحوار هي التي ستشكل الرأي العام حيال مثل هذه الخطوة". وتحاول الحكومة الانتقالية التي تشكلت بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير إنقاذ الاقتصاد وإصلاحه لكنها تواجه ضغطاً من المواطنين الذين يتعجلون رؤية تحسن في مستويات المعيشة. يذكر أن حكومة السودان تحاول التغلب على القيود التجارية المرتبطة بإدراج السودان على قائمة أميركية للبلدان الراعية للإرهاب. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن السودان قد يرفع من القائمة لكن من غير الواضح متى سيتم ذلك.
الشرق الاوسط
من جانبه قال الخبير الاقتصادي التيجاني الطيب إن سياسة تعويم الجنيه "بدأت بالخطوة الخطأ، لأن محاربة السوق الموازية تستلزم أن يكون لدينا موارد من النقد الأجنبي تدعم تدخل الحكومة في السوق". معالجة الظواهر ومضى الطيب يقول إن المعالجة الحكومية كانت للأعراض لا للمرض ذاته، مضيفا أنه لدى تطبيق هذه الإجراءات نهاية ديسمبر/كانون الأول 2015 كان معدل التضخم 12. 6% ثم وصل إلى 18%، وكان الأولى للحكومة أن تحارب التضخم. وعليه -يضيف- كانت الحكومة أمام خيارين، إما أن تحارب التضخم عبر تقليص الإنفاق العام أو رفع الأسعار وتحميل المواطن الزيادة السعرية، وهذا الأخير هو ما اختارته. غلاء الأسعار في العموم -كما يرى- ليس مرتبطا بحزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، مطالبا بمراقبة الفوضى السعرية. من ناحيته قال وزير الصحة السوداني بحر إدريس أبو قردة إنه حدثت بعض الأخطاء في ترتيب أوضاع بعض الأدوية بعد تحرير الأسعار، مضيفا أن إجراءات اتخذت لإعادة أسعار أدوية الأمراض المزمنة إلى ما كانت عليه من قبل. وفي جولة بمحلات تجارية، عاينت كاميرا البرنامج نماذج من ارتفاع الأسعار في المواد التموينية الأساسية ما بين جنيهين إلى ثلاثة.