مسجد آيا صوفيا
ثم أصدرت رئاسة الشؤون الدينية التركية في يونيو/حزيران 2016 قرارا بتلاوة القرآن يوميا في أيا صوفيا خلال شهر رمضان المبارك لسنة 1437 هجرية، وأطلقت من داخله برنامجا دينيا خاصا بليلة القدر بعنوان "خير من ألف شهر"، رفع في نهايته المؤذن التركي الشيخ فاتح قوجا الأذان من نفس الموقع الذي رفع منه آخر مرة بأيا صوفيا قبل 85 عاما، وهي مدة تساوي تقريبا "ألف شهر". وقد انتقدت دولة اليونان هذه الخطوات ورأت أن "التصرف التركي يصل إلى حدود التعصب الديني، ويُظهر انفصاما عن الواقع، وأن هذه التصرفات ليست متوافقة مع المجتمعات الديمقراطية والعلمانية"، وتمثل "إهانة لمشاعر الملايين من المسيحيين". كما طالب البطريرك برثلماوس الزعيم الروحي لنحو ثلاثمائة مليون مسيحي أرثوذوكسي في أنحاء العالم بأن يظل موقع أيا صوفيا متحفا. وأصدرت المفوضية الأميركية للحرية الدينية في العالم -وهي هيئة استشارية شكلها الكونغرس من أعضاء في الحزبين الديمقراطي والجمهوري- بيانا قالت فيه إن إعادة أيا صوفيا مسجدا "سيعرض وضع تركيا الدولي للخطر، وسيعيد إلى الأذهان إساءة معاملتها للمسيحيين خلال القرن الماضي". لكن الأتراك يقولون إنه لا يحق لليونانيين الاعتراض على قراءة القرآن في أيا صوفيا بعدما هدموا الكثير من الآثار العثمانية التي بقيت في بلادهم التي كانت لقرون خاضعة لحكم العثمانيين، وأساؤوا استخدام آثار أخرى لدرجة أن أحد مساجد مدينة سالونيك حُوّل إلى صالة سينما تعرض الأفلام الإباحية، كما أن أثينا من بين عواصم عالمية قليلة لا يُسمح فيها ببناء المساجد.
مسجد آيا صوفيا تركيا
- افلام صوفيا
- صحيفة: هل يلتزم "أردوغان" بإعادة تحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد؟ | ترك برس
- صوفيا
- صوفيا الاولى
- مسجد ايا صوفيا من الداخل
- اعلانات وظائف اليوم السعودية
- أين يقع مسجد آيا صوفيا - موضوع
- آيا صوفيا - موضوع
آيا صوفيا تُمثِّل آيا صوفيا التي تعني باللغة اليونانيّة: الحكمة المُقدَّسة، صَرحاً معماريّاً دينيّاً تُركيّاً بيزنطيّاً مذهلاً، وضخماً، حيث يقعُ هذا الصَّرح في الجزء الأوروبّي من مدينة إسطنبول ، وتحديداً في منطقة السُّلطان أحمدَ، [١] ومن الجدير بالذكر أنّ الرحّالة الشهير ابن بطّوطة كان قد زارها، ووصفَها بأنّها: "من أعظم كنائس الروم، وعليها سورٌ يطيف بها، فكأنّها مدينة وأبوابها ثلاثة عشر باباً، ولها حَرَم هو نحو ميل، عليه باب كبير لا يُمنَع أحد من دخوله... ، وهو شبه مشور مُسطَّح بالرُّخام، وتشقُّه ساقية تخرج من الكنيسة، لها حائطان مرتفعان نحو ذراع مصنوعان من الرُّخام المُجزّع المنقوش بأحسن صَنعة، والأشجار مُنتظِمة على جهتَي الساقية". [٢] عمارة آيا صوفيا تُمثِّل آيا صوفيا الفنّ المعماريّ البيزنطيّ، حيث تمّ بناؤها بمشاركة نحو 10, 000 عامل، وتحت إشراف مُهندسَين من أصول آسيويّة، هما: إزيدروس، وأنتيموس، ويتِّخذ مَسقطُها الأفقيّ شكلاً مُستطيلاً يبلغ عَرضه نحو 70م، أمّا طوله فيبلغ ما يُقارب 80م، كما أنّ مركز المبنى يأخذ شكلاً مُربَّعاً يصل طول ضلعه إلى نحو 33م، وأعلى هذا الجزء تُوجَد القبّة الضخمة التي ترتفع 54م، وتُحيط بقاعدتها 40 نافذة، بالإضافة إلى وجود قُبّتين تَقِلّان عن القبّة الرئيسيّة في الحَجم، وهما ترتكزان على انحناءَين جانبيَّين يتّصفان بحجمهما الكبير، علماً بأنّ هناك قَبوان مُمتَدّان بشكل مُتعامِد على القبّة الضخمة.
مسجد الملك فهد بلندن
وقد غُطي سطحه بأحجار الفسيفساء، وزُينت الجدران -بعد تحويله إلى مسجد- بكتابات للخطاطين العثمانيين. كما أضيفت لها أربع مآذن أسطوانية الشكل على الطراز العثماني. التاريخ أقيمت أيا صوفيا عام 537 بأمر من الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول (527-565) -الذي امتد حكمه من إسبانيا إلى منطقة الشرق الأوسط- لتكون صرحا دينيا لا نظير له في العالم المسيحي، وعنوانا لقوة الدولة الرومانية الشرقية. وظلت تمثل الكنسية الرسمية للدولة المسيحية البيزنطية وجوهرة عاصمتها القسطنطينية رغم تهدمها واحتراقها أكثر من مرة، إلى أن فتح السلطان العثماني محمد الثاني (الشهير بـ"محمد الفاتح") المدينة عام 1453 فغير اسمها إلى "إسطنبول"، ودخل هذه الكنيسة فصلى فيها أول جمعة بعد الفتح، وجعلها مسجدا كبيرا يرمز -في الاتجاه المعاكس- لقوة الدولة العثمانية وسيطرتها. ومنذ ذلك الوقت أصبحت أيا صوفيا جامعا إسلاميا عظيما يحظى برمزية كبيرة لدى الأتراك ، إلى أن منع زعيمهم العسكري مصطفى كمال أتاتورك -الذي أنهى حكم الخلافة العثمانية عام 1923 وأعلن قيام جمهورية علمانية بدلا عنها- إقامة الشعائر الدينية فيه عام 1931، ثم حوله في 1935 إلى متحف فني يضم كنوزا أثرية إسلامية ومسيحية.